رعت صاحبة السمو الملكي الأميرة سمية بنت الحسن حفظها الله رئيس مجلس أمناء جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، حفل تخريج الفوج الواحد والثلاثين من طلبة جامعة الاميرة سمية للتكنولوجيا .

وحضر حفل التخريج الذي عٌقد على مدار خمسة أيام، رئيس الجامعة الأستاذ الدكتورة وجدان أبو الهيجاء، وأعضاء مجلسي الأمناء والعمداء، و الهيئتين الأكاديمية والإدارية، وأهالي الخريجين، والضيوف من مختلف مؤسسات مدينة الحسن العلمية.

وبدأ الحفل بالوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء غزة هاشم، اعرابا عن مشاعر التضامن معهم وهم الذين قدموا دروسًا ملهمة في الصبر والتضحية.

وفي لفتة إنسانية ، أعلنت سموها عن تقديم 10 منح دراسية لأبناء غزة في برنامجي البكالوريوس والدراسات العليا، تعبيرًا عن تضامن الجامعة وقيادتها مع أهل غزة وابنائها، واستمرارًا لنهج الهاشميين في دعم القضية الفلسطينية ومساندة أبناء غزة في وجه التحديات.

وقالت سموها: "إن ما يحدث في غزّة اليوم في ضوء محرّكات التغيير العالمية هو ترجمة حقيقية لفقدان الأمن الإنساني وضياع الفرصة الحقيقية لتحقيق العيش الكريم في ظل افتقار أهلنا هناك لأبسط متطلبات الحياة، وهذا يحُثّنا على التفكير جديًا لحماية الأمن الإنساني، وأن نقف مع أهلنا وأشقائنا في فلسطين، وخاصة في غزّة العزّة والصمود، حيث تُحرم أجيال كاملة من حق الحياة والتعليم، وأن نعمل ما بوسعنا لمساعدتهم ورفع الظلم عنهم، ليحظى الإنسان، وهو أغلى ما في الحياة بأبسط مقومات أمنه واستقراره. مؤكدة على ان العلم ليس مجرد ابتكار أو اكتشاف، بل هو كرامة إنسانية، هو وسيلة لتحسين جودة حياة الناس، وحماية الضعفاء، وبناء القدرة على الصمود حيث يسود الضعف، و هو الاستثمار الأمثل في السلام، لأنه يستبدل اليأس بالأمل، والانقسام بالتعاون، والدمار بالتجديد. وعندما تصمت المدافع، فإن بناء المجتمعات يقع على عاتق العلماء والمهندسين والمعلمين والأطباء. أنتم، طلبة اليوم وخريجو الغد، الأقدر على توظيف المعرفة للشفاء والبناء والوحدة.

وخاطبت سموها الخريجين، قائلة: أنتم سفراء الوطن في كل زمان ومكان وستبقى جذوركم متأصلة في هذه الأرض الطيبة، فكونوا أوفياء للأردن وليكن وطنكم بوصلتكم. كما دعتهم إلى تحمل مسؤولياتهم الوطنية، والمشاركة الفاعلة في بناء مجتمع أكثر عدالة واستدامة، مشيرة إلى أن التحدي الحقيقي لجيل اليوم هو ابتكار حلول حقيقية لتحديات عالم متغير.

واضافت سموها قائلة: " أنتم خريجو هذه الجامعة التكنولوجية، تقفون على حدود هذه الرسالة. أنتم لستم فقط ورثة للمعرفة، بل أنتم حملة رسالة العلم والتكنولوجيا وسفراء للوطن، تحملون معكم أدوات العلم والتكنولوجيا لخلق الفرص، والعدالة. إن العالم بحاجة إلى أصواتكم، ورؤيتكم، وشجاعتكم".

وأضافت سموها أن دبلوماسية العلم تكتسب أهمية عميقة في عالم منقسم، إذ يوفر العلم لغة مشتركة تتجاوز الحدود والأيديولوجيات، ويهيئ أرضية محايدة تلتقي فيها الدول، حيث يمكن أن تتحول الخلافات إلى حلول مشتركة، و إعادة بناء الثقة.

مشددة سموها على ان "تخرجكم في زمن يشهد تغيرًا عالميًا عميقًا. و إن محركات التغيير التي تحيط بنا من كل جانب كاضطرابات المناخ والصراعات الجيوسياسية والثورات المعرفية، والذكاء الاصطناعي. هذه القوى لم تعد مفاهيم وعوامل بعيدة، بل هي تشكّل حياتكم وخياراتكم وفرصكم كل يوم، والتحدي ليس في الخوف منها ومواجهتها، بل في تسخيرها وتوجيهها لخدمة الإنسانية، وتحويل المخاطر إلى فرص. وبهذا ستكتبون التاريخ، لا كضحايا للتغيير بل كقادة له" .

وشددت سموها في كلمتها على خصوصية هذه اللحظة قائلة إنها تتحدث إلى الخريجين ليس فقط بصفتها شاهدة على رحلتهم الأكاديمية، بل أيضًا كرئيس للجمعية العلمية الملكية التي أسست هذه الجامعة، مؤكدة أن هذا الصرح جاء ليجسد إيمانًا راسخًا بأن العلم والتكنولوجيا لا ينفصلان، وأن اجتماعهما هو السبيل الحقيقي لتغيير حياة الأفراد والمجتمعات.

وأكدت سموها على أن العلم والتكنولوجيا يجب أن يسيرا دائمًا جنبًا إلى جنب، فالعلم بلا تكنولوجيا قد يبقى مجرد فكرة، والتكنولوجيا بلا علم قد تصبح عمياء، لكن اجتماعهما معًا قادر على تغيير حياة الأفراد والمجتمعات والدول.

ومن جانبها، قالت رئيس الجامعة الدكتورة وجدان ابو الهيجاء: " إن جامعة الاميرة سمية للتكنولوجيا هذه المؤسسة التعليمية الرائدة التي لطالما كانت منارة للعلم والمعرفة والابتكار، وعلى مدى أربعة عقود من التميز وضعت نصب عينيها تقديم تعليم عالي الجودة، موجه نحو التكنولوجيا والابتكار. شهدت تطورا ملحوظا في برامجها وخططها الأكاديمية والبحثية ، وشراكاتها الدولية، وقد غدت الجامعة أيقونة للتعليم العالي الأردني ونافذته نحو كل جديد ومقياس التقدم للآخرين.   

استعرضت الأستاذة الدكتورة وجدان أبو الهيجاء، رئيس جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، أبرز إنجازات الجامعة خلال العام الأكاديمي الحالي، مؤكدة أن هذه الإنجازات جاءت انسجامًا مع الرؤية الطموحة لصاحبة السمو الملكي الأميرة سمية بنت الحسن، رئيس مجلس أمناء الجامعة، والتي أرست دعائم التميز منذ اللحظة الأولى، باعتماد مبدأ الجودة والنوع معيارًا للقبول، لا الكم والأعداد، مؤكدة : "هذه الجامعة لا مكان فيها للكم بقدر ما هي منارةٌ للتميّز، ومنصة ريادة وطنية وعالمية في مجالات التكنولوجيا والابتكار".

وفي محور الاعتماد وجودة التعليم بينت الدكتورة أبو الهيجاء، ، ان الجامعة كانت أول من يحصل على اعتماد ABET لجميع برامج كلية الملك عبد الله الثاني للهندسة وبرنامجي علم الحاسوب وعلم البيانات والذكاء الاصطناعي في كلية الملك الحسين لعلوم الحوسبة ، وتم تجديد اعتماد ABET لجميع هذه البرامج منتصف هذا العام ولمدة ست سنوات.

وحصول برنامج علم الرسم الحاسوبي في كلية الملك الحسين لعلوم الحوسبة على الاعتماد الأوروبي EUR-ACE. مطلع هذا العام. وكذلك جُدد اعتماد AACSB لجميع برامج كلية الملك طلال لتكنولوجيا الأعمال لمدة ست سنوات أخرى.

وأشارت الدكتورة أبو الهيجاء، الى سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى الجامعات الأردنية، أطلقت الجامعة مبادرة رائدة تتمثل في إصدار وثيقة رسمية مستقلة لكل طالب، تتضمن الشهادات المصغّرة

 (Micro-Credentials) توثق المهارات التقنية والمهنية المكتسبة أثناء فترة الدراسة، تعزيزًا لفرص الخريجين في سوق العمل".

وفي إطار تميزها في الدراسات العليا، أعلنت الدكتورة أبو الهيجاء عن إطلاق برنامج ماجستير فريد من نوعه في إدارة التكنولوجيا والسياسات؛ ليكون الأول من نوعه على مستوى المنطقة، في إعداد قيادات أكاديمية ومهنية، قادرة على استشراف المستقبل وصياغة السياسات التكنولوجية بكفاءة وفاعلية..

وفي خطوة نوعية، دشّنت الجامعة مركزاً تعليمياً لعمليات الأمن السيبراني بالشراكة مع مؤسسات مصرفية وتقنية وطنية وهو الأول من نوعه في الجامعات الأردنية، يساهم في تعزيز مكانة الاردن كمركز إقليمي للابتكار والريادة في الأمن السيبراني وتزويد الطلبة بأحدث المعارف وأدوات العمل في مجالات كشف التهديدات وحماية البيانات، وتأمين البنى التحتية من خلال بيئة محاكاة واقعية وتدريب عملي متقدم.

 أما في مجال الدراسات العليا، فأكدت الدكتورة أبو الهيجاء، أن الجامعة خرجت من الإطار التقليدي للارتقاء بالبحث العلمي إلى غايته الأسمى: مواجهة التحديات الوطنية. والعمل على أن تكون رسائل الماجستير والدكتوراه مشاريع بحثية موجّهة لحل مشكلات واقعية يعيشها الوطن، وأن تُترجم هذه الرسائل إلى حلول عملية وسياسات مبتكرة تُحدث فرقاً حقيقياً في التنمية الوطنية.

   وفي كلمة الخريجين، عبّرت الطالبة رهف السيوف عن امتنانها واعتزازها بجامعة الأميرة سمية، قائلة: "لقد تعلمنا هنا أن التميز مسؤولية، وأن الإبداع في خدمة الوطن هو أعظم وسام. ونعاهد سموكم أن نظل سفراء للجامعة والوطن".

وكرمت سموها الطلبة الخريجين الفائزين بالمسابقات العالمية ، مشيدةً بتميز طلبة " الفوج الثلاثون" باعتبارهم كوكبة جديدة تسهم في رفعة الوطن. ورعت سموها تخريج طلبة الجامعة على مدار خمسة أيام، كان لكل كلية يوم مخصص وبرنامج خاص بها. بدءًا من كلية الملك الحسين لعلوم الحوسبة، كلية الملك عبدالله الثاني للهندسة، كلية الملك طلال لتكنولوجيا الأعمال، وانتهاءً بكلية الملك عبدالله الأول للدراسات العليا والبحث العلمي.

وشهد حفل التخريج، تكريم صاحبة السمو الملكي الأميرة سمية للطلبة المتميزين. حيث تم تكريم الطالب خالد الاخضر، الأول على الجامعة في تخصص المحاسبة، و أوائل التخصصات. وكرمت سموها الطالبة دانا الطاهر من تخصص هندسة الحاسوب لحصولها على جائزة الأميرة سمية بنت الحسن للطالب المتميز، كما تم تكريم الطلبة الحاصلين على المراكز الأولى في المسابقات العالمية.

كما كرمت سموها الاستاذ الدكتور محمد الشياب، و مدير مكتب الرقابة الداخلية السيد علي فرحان لانتهاء خدماتهما في الجامعة و بلوغهما السن القانونية. كما كرمت سموها عميد شؤون الطلبة الدكتور رامي سالم على جهوده خلال فترة توليه إدارة العمادة، وما حققه من مبادرات وإنجازات أسهمت في تعزيز بيئة الحياة الجامعية، ورعاية الطلبة، وتطوير العمل الطلابي واللامنهجي على نحو يعكس روح الريادة التي تتبناها الجامعة.

وفي لفتة وفاء، سلمت سموها شهادة التخرج لذوي المرحوم الطالب ميشيل رمزي الكور، الذي التحق بتخصص علم البيانات والذكاء الاصطناعي في العام الأكاديمي 2021/2022، و وافته المنيه خلال الفصل الدراسي الحالي.